صنع بسحر ... المقام العراقي ، ما هو

المقاله تحت باب  في الموسيقى والغناء
في 
03/09/2009 06:00 AM
GMT



صنع بسحر ... المقام العراقي ، ما هو ؟ وما وجه خلافه عن المقامات الشرقية

صنع بسحر ، جملة اختصرت أهم وأشمل معنيين للمقام العراقي ، فأحرفها مشكلة من الاحرف الاولية للمقامات العراقية الرئيسية السبع ( صبا ، نوا ، عجم ، بيات ، سيكاه ، حجاز ، رست ) وهي تشكل ايضا وصفا دقيقا لهذا النوع من الفن والذي ننوي تناوله في هذا المقال ، ماهيته ، تفاصيله ، اختلافه عن المقامات الشرقية ، اليكم اعزائي ما صنع بسحر :
تنوعت الأخبار حول تاريخ وكيفية نشوء المقامات العراقية وماهية المقامات الرئيسية فيها والمقامات الفرعية والمقامات المستقلة والقطع والوصل الداخلة في صلب بناءه ولسنا هنا بصدد مناقشة هذه المواضيع إلا ما اعترض منها موضوعنا الرئيسي أعلاه ، المقام الشرقي كمنهج متعارف عليه ويحوي هذا المنهج عدة مسميات تحمل الغرض نفسه ، مقام أو سلم أو نغم أو ديوان وبمجملها تعني سبعة درجات موسيقية والثامنة تكون درجة الجواب للدرجة التي هي في أول السلم ، حيث بإمكان الملحن أو العازف أو المغني أن يتناول هذه الدرجات بالترتيب أو بالقفز بينها ثم الاستقرار النهائي عند درجة استقرار السلم الأصلية وهنا يقال إن فلانا قد لحن أو غنى أو عزف السلم المقامي المراد تطبيقه .
تحمل كلمات السلم والنغم والديوان في العراق كل ما تم شرحه أعلاه وتوافقه كليا باستثناء كلمة المقام فالمقام في العراق يحمل مفهوما مغايرا لما تقدم ويمكن أن ندرج الاختلاف بثلاث نقاط رئيسية أولهما المراد تطبيقه بالمقام والثانية وجود مقامات تحتوي على سلالم موسيقية لا توجد في الموسيقى الشرقية والثالثة وجود التفرعات الكثيرة لسلالم المقامات الرئيسة .
1- المراد تطبيقه بالمقام العراقية : المقام العراقي هو شكل فني موسيقي اقرب إلى المسابقة الادائية الموسيقية منه إلى سلم موسيقي حيث أريد بوضع المقام أساسا اختبار المقدرة الصوتية لمغني أو قارئ المقام كما يطلق عليه في العراق فاخذوا نغما معينا كالرست مثلا والذي سنحلله لاحقا ووضعوا له قواعد واصول يجب أن تطبق مع إعطاء القارئ الحرية بالتصرف والتطريب والتنقل على أن لا يخرج عنها أي الأصول والقواعد أعلاه وهي أ- التحرير أي بداية غناء النغم من درجة القرار وما يليها لاختبار المقدرة على أداء الطبقات الصوتية الغليظة ب – الميانة وهي عملية الغناء على الجوابات العالية لاختبار المقدرة على أدائها ج – التسليم وهي عملية الرجوع إلى درجات القرار ء- وضع قطع موسيقية من نغم مختلف عن النغم الأصلي للمقام بين التحرير و الميانة مثلا وبين الميانة والتسليم لسببين هما إبعاد الملل من التنقل الطويل بين نغم واحد وإضافة عنصر جمالية بطريقة إدخال نغم مختلف على النغم الأصلي والسبب الثاني تكون القطع الداخلة على طبقات صوتية متوسطة حيث تهيأ الصوت و الأذن المستمعة على تقبل الانتقالات من القرارات إلى الجوابات وبالعكس .
يمكننا القول إن النقاط المبينة أعلاه هي الشروط المراد تطبيقها ليصبح إنتاجنا الموسيقي مقاما وبدون ذلك يصبح مجرد نغم أو لحن موسيقي فقط ولا يسمى مقاما بتاتا ويشمل ذلك على وجه التحديد المقامات العراقية السبعة الرئيسة وهي الرست والحجاز ديوان والبيات والسيكاه والعجم والنوا والصبا ومنهم من يضيف مقاما ثامنا كالحسيني ولكننا نود أن ندرج هنا ما تعارف عليه الجميع .
2- المقامات العراقية التي تحوي على سلالم موسيقية لا توجد في الموسيقى الشرقية : بعد إن تم تثبيت مقام اللامي العراقي كسلم من ضمن السلالم الشرقية في مؤتمر القاهرة سنة 1932 بقيت مقامات عراقية كالمخالف ( وهو ليس سلم كامل ) والحليلاوي كتراكيب موسيقية لا تستخدم عموما إلا في المقام العراقي .
3- المقامات الثانوية المتفرعة من المقامات الرئيسية : كل المقامات الرئيسية المشار إليها أعلاه اشتقت منها مقامات فرعية كثيرة ولاسباب متعددة منها عدم وجود طريقة لاحتساب الزمن الموسيقي للنوتة حيث وجدت قديما قبل إدخال النوتة الحديثة مسميات للنوتات كاليكاه والعشيران والعجم الخ ولكن لم تكن هناك طريقة لحساب الزمن الموسيقي لها فوضعت بعض المقامات لهذا السبب فأي تغيير في الزمن الموسيقي لسلم البيات مثلا أطلق عليه اسما آخر كالبهيرزاوي أو الشرقي دوكاه ليفرقوه عند تناوله مجددا عن النغم الأصلي ثم صيغ هذا النغم الجديد مقاما بوضع الضوابط والشروط له ، وهناك مقامات فرعية وضعت لها لمسات موسيقية خاصة عدا عن ما تقدم لتفريقها عن النغم الأصلي كالخنبات مثلا وأخيرا يجب أن نلاحظ إن هناك من المقامات الفرعية ما فاق المقام الرئيسي طولا وتنوعا بالقطع والأوصال كالإبراهيمي المتفرع من البيات وعمقا فنيا وموسيقيا وتنوعا كالمنصوري المتفرع من الصبا .