التشكيلي العراقي يحيى الشيخ في مغامرة جديدة عبر معرضه الشخصي في غاليري "الاورفلي"

المقاله تحت باب  معارض تشكيلية
في 
30/10/2012 06:00 AM
GMT



-عمّان-
 
نحو 30 عملا جديدا سيقدمها التشكيلي العراقي يحيى الشيخ في معرضه الشخصي بغاليري "الاورفلي" بالعاصمة الاردنية والذي سيحمل عنوان "اكثر من سيرة". وفي سيرة ابن جيل ستينيات القرن الماضي، انه من جيل السجال الفكري والانساني والمجدد لكثير من الاساليب، ومنها اساليب التشكيل العراقي التي بدأت حينها بالافتراق عن تجربة الرواد وما بعدهم، عن الكشف عن سر وجوده قبل ايام في عمّان، انه اخيرا تعب من سيرة امتدت لنحو 35 عاما في المنافي: درس الماجستير في يوغسلافيا السابقة 1970 ثم الدكتوراه في الاتحاد السوفياتي السابق 1984 ثم الى سوريا لصعوبة عودته الى بلاده التي كان يحكمها نظام صدام حسين الذي كان الشيخ احد ابرز معارضيه من بين المثقفين العراقيين، ثم من دمشق الى ليبيا للعمل اكاديميا في احدى جامعاتها، ثم الى عمّان مؤقتا ومنها الى النرويج لاجئا سياسيا، ومنها الى تونس للعمل الاكاديمي مرة اخرى، قبل ان يقرر الانتهاء من سيرة شاقة كهذه في الاستقرار بمدينة عمّان التي تضم طائفة كبيرة من مثقفي بلاده وتحديدا فنانيها التشكيليين، ممن وجدوا في عصرية المدينة وحيوية معارضها التشكيلية على مدار العام فسحة ممكنة لايبدو العراق اليوم قادرا على ان يتوفر عليها.
 
هو ابن مدينة العمارة (جنوب العراق) المولود فيها العام 1945، وهو ابن الموروث المندائي، لا لمجرد الامتياز الديني، بل بما منحه ذلك الموروث من طاقة فكرية تبعثها عناصر تلك البيئة الجغرافية والانسانية:الماء، القصب، شجرة الياس، جريد النخل والبردي. هي عناصر كوّنت مؤثرات مزاجه الفني الاول فثمة تضاريس الارض، التراب المحروث، الصدأ، الخشب وتشققاته، ثم مالبث هذه المؤثرات الطبيعية ان صارت عناصر اساسية في بناء لوحته وسياقها اللوني.
 
هو في معرضه " اكثر من سيرة" يدخل مغامرة جديدة، في الاشتغال فنيا على خامات لم تعرفها اللوحة العراقية والعربية من قبل، كما في اعماله على الصوف، واستنطاق الرؤى والافكار جماليا في دأب وصبر، هو اقرب الى دأب العارف الروحاني في نسج رؤاه وافكاره. كما ان مغامرته لا تتوقف عند العمل على الصوف الذي يتطلب صعوبة جمة، بل ينسج من الريش قراءة للحياة والانسان حين يغدو ما هو قرين بالزوال والفناء مؤشرا على جماليات تستحق النظرة المتمعنة العميقة. ومثلما عرف الشيخ، غرافيكيا بارعا، فانه في معرضه الجديد سيقدم مجموعة من اعماله الغرافيكية الجديدة، بما يجعله متصلا باسلوب كانت له فيه اكثر من لمسة خاصة ومؤثرة. معرض الشيخ الجديد.. دليل آخر على حيوية التشكيل العراقي وتجدده ايضا.