... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله Bookmark and Share

 

  محور النقد

   
هيثم حسن و خطاب النحت المستعاد

عادل كامل

تاريخ النشر       17/12/2007 06:00 AM


في مشروعه,يمهد للحالة التي كان ( رودان )  يقودها,اي, لربط عصر النهضة بالعصر الجديد, فالفنان هيثم حسن احد الطلاب الاذكياء للفنان اسماعيل فتاح

سعى لبعث روح النحت العراقي بصياغة تناسب (الذات )و (الذات الاجتماعية ) فهو يعالج قضية اولى وملحة. 

  القوة لكن المضمون الابعد لهذه المعالجة يتفجر بالعلاقة الدائمة بين القوى هكذا سنراه وبروح رومانتيكية.يجد في العلاقات فكرة دائمة لاعماله النحتيه

انه يطرد شبح الفزع من المراة مثلا ويعيد لها مكانتها في قانون الصراع مثلما سيستخدم الرموز السابقة كالثور.في جعل الماضي حاضرآ

لكن هيثم حسن يبقى في اطار النحت العراقي برمته..فهو وريث الازمنه التي كان الانسان فيها تجاه الخطر

وليس موضوع الخصب الا الباب الكبير لهذا العالم الذي كاد يغدو ( تابويآ ) فهناك في معالجاته طواطم وسحر ولعنات وشوق وانتهاكات واحلام صاغها بمهارة نحات تجاه جيل اخر يقابله من الرسامين

كريم رسن  ..محمود العبيدي ..علي جبار ..بمعنى ان التوقف عند تجربة النحات هيثم حسن تماثل وقفتنا عند جواد سليم وحشد كبير من الرسامين  ففي جيله وغيره حوار دائم يخص العلاقات المتداخله بين المنطلقات 

واستعمال المواد وقبل كل شيء الرؤية..

لاكنناسنتلمس في تجربة النحات تلك الحساسية التي جعلت من اعماله حلقة في المناخ النحتي الجديد في الاسلوب وفي روحية العمل 

فالمشهد الكلي للنحت العراقي منذ ربع قرن مع مفارقاته يتشكل بروح البناء العراقي القديم وهيثم حسن في هذا السياق احد هؤلاء البنائيين في مجال العناية بهذا الاتجاه الخاص بمناخ العمل او بالاتجاه العام للنحت المعاصر في العراق

فبرغم من ندرة المواد ذات الديمومة صنع الفنان منذ فجر السلالات اعماله النحتية بالحجر وبالبرنزومثال العجلة يؤكد براعة الفنان السومري في  هذا المجال لكن يبدو ان التحدي عند الفنان  قد  جعله يفكر باستجابة رمزية للخلود

فالحياة غير المستقرة شكلت احد بواعث رد الفعل كما يبدو في مجال النحت وموضوعاته فالى جانب بناء الزقوراتوالمعابد الكبرى كان النحت يؤكد حضوره كخطاب يماثل بشكل او اخر تلك الرسوم فوق جدران الكهوف قبل ثلاثين الف سنة انه

ظرب من الوجود والاستجابة للحفاظ على الوعي بهذا الوجود

من هنا سنرى صلة النحات هيثم حسن قد توطدت بفكرة الصراع فالنحات لايغامر بموضوعاته او يطرق تنفيذها وانما سنراه يعود او يرجعنا الى الماضي انها عودة لا علاقة لها بالاسلوب فحسب بل لها صلة عميقة بالقلق الذي كانت تواجهه الشخصية

هكذا سيعالج الفنان مشكلة الصراع بروح رومانتيكية واضحة انه في هذا السياق يذكرنا بالعلاقةالتي قامت بين ( رودان )  و( مايكل انجلو ) فاذا كان الاول قد وضع الشروط المناسبة للاسلوب الكلاسيكي فان رودان سيحافظ على العظمة ذاتها

لاكن برومانتيكية واظحة الابعاد هنا يبدأ النحات هيثم حسن باسلب مستقل وبشخصية واضحة البعاد بالرغم من تامله لاعمال الفنان العراقي المعاصر وبالدرجة الاولى انجازات اسماعيل فتاح 

فهيثم حسن تفحص المنجز النحتي العراقي الحديث ليشكل اسلوبه بعد ذلك برومانتيكية لها علاقة بالموروث من جهة وبالنحت المعاصر من جهة ثانية

لاكن النحات الذي راح يمنح اعماله قوة فريدة يجعلنا نتذكر اتجاه  (رودان ) في عصر الانحطاط الباروكي والكلاسيكي التقليدي ذاته

فاعماله تكاد تصور قوة دائمة التفجر وهي كذلك تحمل طاقة تبحث عن العلاقة الشائكة بين الفضاء والكتلة او بين المادة والروح فاعماله لاتحمل صفة التأملالا باعبارها تحمل هاجس الصراع العنيف الصراع الذي يشكل جوهر فنه ورؤيته الجمالية

في الاخير لكن الصراع في منحوتاته يكاد يذكرنا بالصراع في تمثال (لاكون ) حيث يكاد البعد الفسلجي ان يتجاوز البعد الجمالي وهو الحاصل بسبب عنف الموضوع ومغزاه في الاخير فالفنان يمتلك قوة داخلية بلا حدود هي التي جعلته يتوازن في الغاية الابداعية 

وهنا يختلف هيثم حسن عن استاذه اسماعيل فتاح في الرؤية بل ويختلف عن التراث السومري برمته فاذا كان اسماعيل فتاح قد وحد الفضاء بالكتلة فان هيثم حسن سيبقي الفضاء محركآ للكتله لكن هذا المفهوم الكلاسيكي للعلاقة بين  الفضاء والكتلة عنده يرتبط بالموضوع 

وهو الصراع وليس التأمل فموضوع (الحركة ) او القوة سيبقى داخليآ ايض



خطاب النحت المستعاد 2

 

لا يغامرهيثم حسن

بالموضوعات او التكنيك فهو وريث عناصر كلاسيكية - رومانتيكية واضحة..واختيار كهذا في اسلبه يجعلنا نشعر بالقدم والرصانة في معالجاته النحتية..وقد يكونالموضوع عنده السبب وراء هذا الاختيار

وهو الموضوع الذي شغل 90% منالابداعات النحتية.. اي موضوع العلاقة بين  عناصر الخصب .ان النحات في هذا الاختيار يجدمنفذها كبيرآ للتعبيرعن ثلاث افكار اساسية وقد دمجها بالعلاقة بين الرجل والمرأة

فالتفكير الدائم بالمطلق وبالواقع الانساني وبالخصب هي اشارات لحقيقة متماسكة ومتجانسة كاغتراب للوجود البشري

وعمل هيثم حسن بهذا العنف جاء ثمرة او استجابة لتمرده العميق فهو على عكس من استاذه اسماعيل فتاح يشغل الفضاء بالحركةالنحتية ذاتها الحركة في داخل الاشكال او في الخارج وهو رمز تقني يخص عملية التمرد اصلا

اما اسماعيل فتاح فهو ينحاز الى البعد التأملي ولاكن هيثم حسن برومانتيكيتة يعيد للنحت تلك الحيوية الغامضة والواقعية ايضآ

فهو يشدنا الى اسرار الكتلة غير المستقرة المتحركة كحركة كواكب والتي تنطلق بحيوية الجسد لا بسكونه انه هنا لا يخترع اسطورة بل يطورها بمنطق حداثة النحت

فالمعالجة عنده لاتسحبنا الى موضوعات تقليدية بل على العكس حيث نراه يحرر الشكل من ابعاده التقليدية فالحداثة عنده ترجعنا الى روح النحت القديمالى التماثيل الاولى التي واكب الصراع ومغزاه

فالعلاقة بين الحاضر والماضي ليست شائكة ولكنهافي الغالب تحاول اختزال الزمن فالنحات يصنع منحوتاته وكانه يستخرجها من الازمنة السحيقة وفي الوقت نفسه يواجهنا بروح عصرنا

واعتقد ان فكرة الاختزال في هذا السياق لاتخص الزمن او التاريخ وحده بل تخص ديناميكية افكار النحات اصلا فهو يبحث عن حيوية  علاقة الموضوع بالتكنيك وذلك لانه لايبحث عن الشكل المستقل

فالحداثة ليست شكلا ..وانمانراه ينضج اشكاله للتعبير عن حداثة لها جذورها عند رواد النحت القدماء او المعاصرين 

ومثال هيثم حسن في هذا السياق يفسر مغزى كون الهوية الابداعية ما هي الا نسبة معينه في الاصالة فالامتداد لايتقاطع مع الابتكار..بل ان الجانب الاخير -الذي ندعوه حداثة -سيشكل قيمة حقيقية في المنجز المعاصر 

بهذا المعنى تنمو تجربة النحات نموآ طبيعيآ ولا تتوخى المبالغة الا في عنف الحركة وهو اسلوب الفنان او شخصيته وقد تبدو الحركة عنيفة ولكنها في سياقها تفسر البعد الحيوي عند النحات وهو ذاته الذي كان خالد الرحال ينشده

ولكن هيثم حسن في هذه الحداثة ينشد حيوية مزدوجة بين البعد المباشر والبعد الرمزي وفي الحالتين فانه يمنح النحت شخصية متميزه انه هنا يذكرنا بتأريخ النحت دفعة واحدة ليؤكد حقيقة ان الريادة ما زالت  قائمة وان جواد سليم

واسماعيل فتاح ومحمد غني وصالح القره غليفي تجاربهم الابداعية كانوا روادا حسب اي ان المجال الكبير الذي وضع منذ الخمسينات ما زال ينتظر الكثير والنحات هيثم حسن مع عدد اخر ميشغلون هذا الفضاء بجدارة

ولاكن الحداثة عنده لا تتقاطع مع الصياغة الداخليةلمفهوم النحت كجزء من المعبد وهنا تتكون رؤيته المتجددة لهذا البعد فهو لا يتمرد على الاسلوب بل ولا يتمرد على صعيد الافكار وانما يبحث عن خلاصة متوازنة بينهما

بين التجدد الكامن في سر فعالية الاشياء وسر الاشكال المعبرة عنها فالنحت عنده اشارة للحياة في حالة حركتها وهنا يدمجالنحات كلاسيكيةالنحتبرومانتيكيته فهو لا يتخلى عن الباعث الخفي لمفهوم حداثة النحت

قوته في التوازن  وقوته في الاشارة لهذا الباعث الداخلي المتجدد

فالنحات هيثم حسن لايذكرنا بالنحت القديم كفن يمتلك ابعاده الفنية وتقاليده فحسب بل يضعنا في صميم فكرة او فلسفةالصراع فهناك قوة الامساكبغاية الحياة حتى لو كانت باطله 

ولكن الحداثة عنده لاتعني العناية بالحركة او بالاشكال او بالرموز بل تمثل الاخلاص لفن النحت بذاته ..في هذا المدىالعميق يثير النحات اسئلة تجعل فن النحت كالعمل قيمة تخص الثراء الروحي للانسان

هنا تشكل الحداثة قيمة تلخص جوهر الحركة نحو داخلها وهي الحركة في انعكاسها الخارجي ايضا فالحداثةهي  الفن في تجلياته الكبرى مثلما في ادق التفاصيل

ان هيثم حسن لايخترع اسطورة الجسد مثلا على حساب الفن بل هو يحقق الموازنة بينهما كقاعدة في الرؤية

التطلع الدائم للوحدة بين المطلق والنسبي والقاعدةاو القاعد بين الاجزاء ة في صناعة الفن فالنحات يمسك بالصراع ويعلنه كحقيقة وجود ...انم في هذا السياق يضعنا في الجوهر الفلسفي للفن

 






رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  عادل كامل


 

بحث :

Search Help


دليل الفنانيين التشكيليين

موسوعة الامثال العراقيه

انضموا الى قائمتنا البريدية

ألأسم:

البريد ألألكتروني:



 

 

 

 

Copyright © 1997- IraqiArt.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
ENANA.COM