... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله Bookmark and Share

 

  في الموسيقى والغناء

   
كتاب المقام العراقي بأصوات النساء للأستاذ حسين الأعظمي

تاريخ النشر       16/03/2007 06:00 AM


عرض/إبراهيم غرايبة

يعرض هذا الكتاب لتاريخ الغناء المقامي العراقي والذي يعود إلى قرون عدة خلت، ويركز على التحولات التي أصابت هذا الفن الغنائي منذ أواخر القرن التاسع عشر عندما بدأت المرأة تقتحم هذا المجال وتشارك فيه بعدما كان فنا رجوليا.
ويتوقف المؤلف عند أهم مغنيات المقام العراقي ذوات التأثير الجماهيري: صديقة الملاية، وسليمة مراد، وسلطانة يوسف، وزهور حسين، ومائدة نزهت، وفريدة محمد علي، وسحر محمد طه.


- الكتاب: غناء المقام العراقي بأصوات النساء
- المؤلف: حسين إسماعيل الأعظمي
- عدد الصفحات: 316
- الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت
- الطبعة: الأولى، 2005
المقام العراقي
لكل أمة أصيلة من الأمم فنونها وتقاليدها ومعتقداتها وظواهرها المتأصلة الجذور والتي تتصل في أعماق التاريخ، وفن الموسيقى والغناء في أي عصر من العصور هو انعكاس لحياة المجتمع وتعبير عنه، وهو صور صادقة لها قيمتها في نقل التأملات والانفعالات والتطلعات من زمن إلى آخر ومن جيل إلى جيل.

والظروف التي مر بها العراق الحديث سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لم تؤد إلى تأثر ثقافته الموسيقية بثقافة البلدان الأخرى، فالفنانون الغنائيون العراقيون التفتوا إلى الاهتمام بموسيقاهم الإقليمية، بسبب الاتجاه المحافظ الذي كان يسود الأوساط الفكرية والفنية لدى المجتمع العراقي، بل إن الظروف الدولية زادتها كما ونوعا في التأثير والتأثر.

والمقام العراقي نوع من الغناء والموسيقى العراقية، يعبر عن حياة العراق وتاريخه وحضارته وثقافته على مدى آلاف السنين، ويتكون من خمسة عناصر أساسية يعتمد عليها كل مقام على حدة في بنائه اللحني والموسيقي، وهي:

التحرير: المفردة بالبداية أو الاستهلال لغناء أحد المقامات، ويأتي هذا الاستهلال غالبا بكلمات وألفاظ خارجة عن النص الشعري المغنى، مثل أمان.. أمان، أو ويلاه.. ويلاه.

القطع والأوصال: التنوع السلمي، أي التحولات السلمية أو الأجناس الموسيقية ضمن علاقات لحنية متماسكة، والعودة دائما إلى سلم المقام المغنى، وهذه التحولات أو القطع ذات أشكال ثابتة ومحددة في مساراتها اللحنية.

"
فن الغناء في أي عصر من العصور هو انعكاس لحياة المجتمع وتعبير عنه، والموسيقى هي صور صادقة لها قيمتها في نقل التأملات والانفعالات والتطلعات من زمن إلى آخر
"
الجلسة: النزول إلى الدرجات الموسيقية المنخفضة بأسلوب القرار، ولكن بمسار لحني محدد ذي شكل معين.

الميانة: ويأتي غناؤها بطبقة صوتية عالية بعد الجلسة مباشرة، وهي ذات شكل ومسار لحنى معين، على أن هذه الجوابات أو هذه الميانات ليس من الضروري جدا أن تسبقها جلسة، فقد تأتي صيحات غنائية عالية لها مقومات الميانة دون حاجة إلى أن تسبقها جلسة.

التسليم: وهو نهاية المقام، ويأتي غالبا بألفاظ أو كلمات غنائية خارج النص الشعري، شأنه في ذلك شأن ما يحدث في العنصر الأول "التحرير".

ومن أهم المقامات العراقية الإبراهيمي، وهو من المقامات الثقيلة المعقدة، والمنصوري، وهو ذو أصول ومضامين تاريخية، ويغنى بالشعر الفصيح، والحجاز "فصيح"، والبيات "فصيح"، والسيكاه، والمحمودي، والناري، والنوى، والأفشار، ويغنى بالشعر الزهيري، والكرد، ويغنى بالشعر الزهيري.

إن الممارسات الغنائية المقامية التي لها صلة مباشرة بالمقام العراقي عموما نجدها منتشرة بصورة متقاربة ومتشابهة في بيئة جغرافية واسعة الأطراف، ابتداء من العراق ومعظم غرب وأواسط آسيا.. تركيا وإيران والهند والباكستان وأفغانستان الصين..
لكن إطلاق المقام العراقي تحديدا هو امتلاكه مقومات الشخصية المستقلة المؤثرة فيمتلك ما يميزه عن الدول المجاورة، فهو من هذه الزاوية يعد بحق عراقيا، والبيئة الجغرافية الجبلية هي انعكاس حقيقي لخشونة الحياة الجبلية، وهذه الحالة الانفعالية كانت سبب إطلاق مصطلح "الفن الرجولي" على هذا الفن المقامي في بغداد والعراق عموما.

هذه الأسباب أدت إلى رفض الرجل البغدادي للممارسات الغنائية المقامية النسائية كتجربة جديدة رائدة في غناء المقامات العراقية، التي هي في حقيقتها انفعالات حادة رجولية، والصوت النسوي وليونته عندما ولج إلى عالم الفن الرجولي أخذ يعاني من وسيلة التعبير المضنية، فحاولت المرأة الإجادة غير أنها وقعت في مشكلة التصنع ذلك أن الرقة تحاول إبعاد ذاتها عن الخشونة.

لكن تعرض بغداد إلى كثير من المآسي والنكبات من خلال الغزو المغولي وتعدد الأقوام التي حكمت العراق أحدث منعطفا نوعيا في المجتمع، وأبقاها فترة طويلة تحت حكم الاستعمار الإنجليزي، وهذا يعني أن الممارسات الأدائية المقامية تكون قد انتقلت من البيئة الجبلية ومميزاتها الحياتية المعينة إلى بيئة مدينة تتسم بتطور وتغير الأساليب الحياة باستمرار، ولذلك فقد غزت المصطلحات الأعجمية الغنائية الموسيقية بحيث استبدلت الأسماء الموسيقية العربية بكثير من الأسماء الفارسية والتركية.

"
الممارسات الغنائية المقامية التي لها صلة مباشرة بالمقام العراقي نجدها منتشرة بصورة متقاربة ومتشابهة في بيئة جغرافية واسعة الأطراف ابتداء من العراق ومعظم غرب وأواسط آسيا
"
ومنذ مطلع القرن العشرين شهد المقام ولادة جديدة بسبب نشوء الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الأولى، وظهور التكنولوجيا، وبرز في هذه الحقبة الكثير من النتاجات الصوتية في غناء المقام العراقي، مثل جميل بغدادي، ورشيد القندرجي، ورشيد الفضلي.

وفي هذه الحقبة تحركت المرأة لتعلن وجودها بعد الانعزال الاجتماعي، فغنت أولا التراث الموسيقي، وأخذت طابع التقليد في البداية وأحيانا طابع الاقتباس، وكانت أولى تجارب النسوية المقامية في العقد الثالث من القرن العشرين، فعندما بدأت صديقة الملاية أنشدت في الفرق الدينية لأداء الشعائر الدينية، حتى دخلت ميدان احتراف الغناء المقامي، فقد حققت تجربة الأداء النسوي للمقامات العراقية إنجازات فنية لعبت دورا فعالا في دعم الفن الأدائي للمقامات العراقية وتنميته، حيث كانت تتمتع بالمقدرة أن توقظ الرغبة في سماع التراث الغناسيقي، وأسهمت في مضاعفة عدد الناس الذين أصبحوا يهتمون بالمقام العراقي






رجوع


100% 75% 50% 25% 0%





 

بحث :

Search Help


دليل الفنانيين التشكيليين

موسوعة الامثال العراقيه

انضموا الى قائمتنا البريدية

ألأسم:

البريد ألألكتروني:



 

 

 

 

Copyright © 1997- IraqiArt.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
ENANA.COM